Skip to Content

السوري بين نارين: الاحتلال الصهيوني والمشروع الإيراني

June 18, 2025 by
صقر ثلجي
| No comments yet


البروباغندا والإعلام الطائفي:


إيران ومليشياتها عندها آلة إعلامية ضخمة ومتغلغلة في وجدان فئات كثيرة من الشعوب العربية، وخاصة "الشيعية"، ولكن حتى كثير من العرب السنة البسطاء متأثرين بخطاب "محور المقاومة"، لأن هذا المحور رفع شعار "الموت لإسرائيل"، فأصبح بالنسبة لهم "العدو الوحيد هو الصهيونية"، وأي شخص ينتقد إيران فهو "عميل لإسرائيل".


الخلط المقصود بين "القضية" و"الأنظمة":


كثيرون لا يفرقون بين فلسطين كقضية محقة، وبين بعض الفصائل المتحالفة مع إيران (مثل الجهاد الإسلامي أو قيادة حماس في الخارج) والتي تمثل المقاومة في فلسطين لكن سياساتها ملوثة بالارتباط بمحور أذى سوريا ولبنان والعراق واليمن.


الصمت الفلسطيني الرسمي أضر السوريين:


عندما يرى السوري (وخاصة المهجر والمفجوع) أن كثير من قيادات الفصائل الفلسطينية إما باركوا التدخل الإيراني بسوريا أو صمتوا عنه، فيشعر أن القضية الفلسطينية تستعمل لتبرير جرائم ضده. مثلاً، خروج أبو عبيدة (المتحدث العسكري باسم كتائب القسام) ناعياً سليماني، ومن بعدها نعوات جديدة بعد الصدام مع اسرائيل، أو تصريح إسماعيل هنية "سليماني شهيد القدس".. هذه العبارات كانت بمثابة طعنة في ظهر الشعب السوري.


التخوين أسهل من الفهم:


عندما يعارض السوري التمدد الإيراني في بلاده، يتهم مباشرة بالعمالة للصهاينة. لماذا؟ لأن كثير من العرب (للأسف) يفكرون بعاطفة ساذجة لا تربط بين الجرائم، ولا تحلل الوقائع. كأنك تطلب من إنسان بسيط أن يعترف أن من "يصرخ باسم القدس" هو نفسه من قتل أطفال سوريا.


هل يمكن أن يكون عدوك “عدواً لإسرائيل” لكنه لا يقل وحشية عنها؟


نعم، وهذا بالضبط هو دور إيران، الذي من المرجح أنه تم تقويضه بالفعل، والدليل يكمن في التصعيد الاخير الذي شهدته المنطقة، إضافة الى سقوط نظام الأسد، ولجم قدرة وقوة حزب الله في لبنان، ونهاية الحبل تكمن في العراق والميليشيات الشيعية بكل أنحاء الشرق الأوسط.

فإيران بعد الغزو الأمريكي للعراق بدأت تنافس إسرائيل على النفوذ في الشرق الأوسط لا على "تحرير فلسطين". 

الاثنتان تمارسان الاحتلال بطرق مختلفة:

  • إسرائيل تحتل الأرض بالقوة.
  • إيران تحتل الأنظمة، والمجتمعات، والعقائد، عبر وكلاء وأسلحة وشعارات دينية. الفرق فقط في الواجهة.


لماذا ينخدع الناس؟

  • لأنهم لا يرون الصورة كاملة.
  • لأن معظم الإعلام إما مؤدلج أو خائف.
  • لأن أغلب المؤثرين في المجتمع العربي يرفعون شعار "أي عدو لأمريكا هو صديق لنا"، ولا يستوقفهم أنه قاتل أطفال سوريا.


أين السوري من كل هذا الكلام؟

السوري صار مرفوض من الجميع:

من المحور الإيراني لأنه “عميل”.

ومن الغرب لأنه “متشدد”.

ومن قسد لأنه "داعشي"

ومن العرب لأنه "بجيب المشاكل".

ومن الفلسطيني الموالي لإيران لأنه “خائن”.

وهذا ظلم لا يرضى به إلا جاحد أو جاهل.


الخلاصة:

أنت لست وحدك، وهناك كثيرون باتوا يرون الحقيقة:

العدو هو كل من قتل السوري، وقتل إنسان بريء بغير حق، وساهم في تهجيره، سواء عن طريق لبس عمامة سوداء، أو رفع علم أبيض أو أصفر أو أخضر أو أسود.

وإيران ليست جزءاً من حل قضايا العرب، بل جزء من تعقيدها وسبب مباشر في إنتشار الجهل والكفر والفقر وكل الفساد في المجتمعات العربية التي لها علاقات وثيقة مع إيران.


والختام:

إنصاف السوري لا يتعارض مع نصرة الفلسطيني، لكن من يقتل الأول عن سابق إصرار لا يمكن أن يكون صادقاً مع الثاني.

Share this post
Tags
Archive
Sign in to leave a comment